الابتكار أسلوب حياة
بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار الذي يوافق يوم 21 أبريل من كل عام، أحببت أن أشارككم تجربتي في دخول عالم الابتكار، والتي بدأت عندما كنت في المرحلة المتوسطة، حيث شاركت في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في مسار الابتكار، تحديداً، بابتكار ملاحة في نهايتها ملعقة تجربة بسيطة، فتحت لي آفاقاً كثيرة وفرصاً مميزة.
جميع الابتكارات المميزة بدأت بفكرة بسيطة، كل ما نراه حولنا هو نتاج أفكار خارجة عن الصندوق، وعصف ذهني، موهبة كان لها فضل -بعد الله سبحانه وتعالى- في مساعدتي على التفكير بطريقة مختلفة وأكثر إبداعاً، بدأت القصة من اقتراح معلمتي في المدرسة للمشاركة في مسابقة إبداع السنوية، والتفكير بحلول جديدة، في البداية كنت متخوفة من التجربة، ومترددة في المشاركة، ولكن بعد حضور العديد من ورش التدريب عن العصف الذهني، وسماع العديد من القصص عن المبتكرين، تغيرت العديد من المفاهيم لدى، وبدأت بطرح فكرة بسيطة للتنفيذ، وبوستر غير مكلف، كان يفي بالغرض، ويستحق التجربة، وهنا يكمن التحدي، خضت التجربة وكانت ممتعة ومفيدة جداً، لم أتمكن من الفوز بالمسابقة، ولكن ساعدتني تجربتي في أولمبياد إبداع 2011، أن أطوّر من نفسي أكثر، وأن أفكر بطريقة مختلفة، من خلال ابتكاري لطرق دراسية جديدة تفيدني في فترة الجامعة. أيضاً تجربتي السابقة ساعدتني في خوض تجارب أكثر عمقاً، مثل مشاركتي مع فريقي في الجامعة لابتكار الصيدلية الذكية، والفوز بالمركز الأول، وكذلك في مشاركتي في MIT medicine hackthone.
وعندما التحقت بالعمل أصبح الابتكار طريقتي في تذليل الصعوبات، أياً كان مصدرها، فمثلاً في تعاملي مع مرضاي في العيادة، ساعدت مريضتي (ضعيفة بصر) التي كانت تعاني من مشكلات متعددة، مثل الصعوبة في القراءة بشكل متتالٍ، لذا فكرت بمساعدتها من خلال تصميمي بطاقة صغيرة من الكرتون، وتفريغها بمقاسات معينة، بعد حسابي لمتوسط كلمات اللغة الإنجليزية طولاً وعرضاً في الهواتف الذكية.
تستخدم البطاقة على الهاتف الذكي لتتبع القراءة، فكرة بسيطة جداً، ومن موارد المنزل، وغير مكلفة، ولكن ذات فائدة جيدة.
إن الخوض في مجال الابتكارات، يصبح مع الوقت أسلوب حياة، فلكل مشكلة تواجهنا، نستطيع إيجاد الحل المناسب لها -بإذن الله-، فالحياة مبنية على التجارب، ومن الرائع أن يجرب الشخص تجارب جديدة، ويخوض تحديات مختلفة دون تردد.
وهنا دعوة لزملائي الطلاب للمشاركة في برامج ومسابقات موهبة، وعدم الخوف من عدم تحقيق النجاح فيها، لأنه في الحقيقة لا يوجد فوز أو خسارة بقدر كونها تجارب تحتمل فرصة التعلم، والتي ستثري كثيراً في حياتكم وتفيدكم، وفي مستقبلكم -بإذن الله-.
كونوا مبتكرين مبدعين ومتميزين -بإذن الله-.
شكرية يعقوب كنكار
اخصائي بصريات من جامعة الملك سعود
Author :شكرية يعقوب كنكار