يشير مصطلح الانتشار Prevalence  إلى نسبة أي مجموعة فرعية إلى المجتمع الكلي. وغالبا ما يبنى تعريف المفاهيم التي تمثل المجموعات الفرعية المختلفة (مثل الموهبة، وغيرها من الصفات) على أحكام معيارية. وقد ناقش العلماء مفهوم التقدير النسبي أو العتبة Threshold، التي تفصل الأشخاص الذين يصنفون ضمن تلك الفئة الخاصة عن الأشخاص الذين لا ينتمون إلى هذه الفئة. وتعد عملية تحديد القيمة الحرجة أو العتبة مهمة صعبة لعدم وجود حدود قطعية فاصلة تشير إلى الانتقال من فئة معينة (القدرة العادية) إلى فئة تالية (الموهبة). وهناك نقطة قطع Cutoff point أو عتبة مقترحة يظهر بعض الخبراء تجاهها انفتاحًا وتحررا أكثر، في حين يتخذ البعض الآخر موقفًا أكثر صرامة ومحافظة.

ولسوء الحظ ليس هناك تصنيف متفق عليه لنسب انتشار الموهبة. وقد تراوحت افتراضات الباحثين حول نسب الانتشار من مدى يتراوح بين نسبة 1% من المجتمع ككل، وهذا ما تبناه تيرمان Terman,1925))، بقيمة أولية لدرجة الذكاء مقدارها  135 ، أو نسبة 3-5% التي ذكرت في تعريف مارلاند، وبين نسبة 20% التي اقترحها رينزولي لتكوين وعاء التفوّق Talent Pool في نموذج الباب الدوار. ولأنه لا توجد إجابة "صحيحة"، فإن على الخبراء في الميدان أن يتفقوا في نهاية المطاف على "أفضل" خيار قابل للتعميم.

يقترح نموذج التمييز بين الموهبة والنبوغ Giftedness and Talent الذي اقترحه جانييه Gagne نظاماً للقياس من خمسة مستويات قطعية تستند إلى النظام المتري، يتضمن نسبة 10% كقيمة حرجة أولية. وبالرغم من أن هذا الحد الأدنى لقياس الموهبة يميل قليلاً باتجاه القطب المرن للمدى الملاحظ في الأدب التربوي، إلا أن اقتراح خمس درجات للموهبة يحقق نوعا من التوازن، وقد سميت هذه المستويات: معتدل، ومتوسط، وعالي، واستثنائي، وخارق (بدرجة قصوى)، على التوالي. وبإتباع قواعد هذا النظام المتري، فإن كل مجموعة تكون أعلى بنسبة 10% من المجموعة السابقة لها. ويبين الجدول التالي هذه المجموعات الخمس، مع النسب المقابلة لها في المجتمع السكاني العام، وكذلك درجات الذكاء المكافئة لها.

 
نظام قياس المستويات الذي وضعه جانييه لمجتمع الموهوبين  

ويشكل الأطفال الذين لديهم مواهب عقلية بدرجة استثنائية والذين لديهم معامل ذكاء من 155 درجة أو أكثر تقريباً، ما نسبته 1 من كل 10.000 من عدد السكان. وحتى ضمن مجتمع الموهوبين، فإن انتشار الطلاب ذوي المواهب الاستثنائية يبلغ 1 إلى 1000، يشكلون تقريباً 1 من 30 إلى 40 في المجموعات المتجانسة من الطلاب الموهوبين عقليًا. ومن المحتمل أن يصادف معلمو الطلاب الموهوبين عدداً قليلاً من هؤلاء الطلاب على أكثر احتمال طوال حياتهم المهنية.

ويجب التنبيه إلى أن الموهبة الاستثنائية تعدّ ظاهرة نادرة جدا. لذا عندما نقدم نماذج عن أطفال ذوي قدرات استثنائية خارقة لمجموعات من أولياء الأمور أو معلمين، فإننا نخاطر بنقل صورة مشوشة عن الأطفال الموهوبين والمتميزين بدرجة مقبولة. وإذا ما قدمنا الموهبة بصفتها ظاهرة استثنائية خارقة، فقد يجادل مديرو المدارس بأن هذه المجموعة النادرة لا تتطلب استثمارًا كبيرًا في الوقت ورأس المال لتلائم حاجاتها الخاصة.