هيَ.. فاطمة غسان حسن العجاجي..
حدث خسوف للقمر.. فأحبت العلوم وتعلقت بها..
في عمر مبكر، بدأت تقرأ وتبحث.. حتى تشكلت شخصيتها لتصبح نموذجاً مشرفاً للفتاة السعودية أبهرَ مديرة اليونيسكو أثناء زيارتها للمملكة، حتى أنها توقعت لفاطمة مستقبلاً رائعاً سيوصلها للعالمية.
وحدث ما توقعت مديرة اليونسكو، حيث فازت فاطمة مؤخراً بالمركز الثالث في مجال هندسة المواد والهندسة الحيوية، وذلك في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة Intel ISEF 2012، وتعتبر أول سعودية تنال هذه الجائزة في هذا المجال عن بحثها: "جهاز ذاكرة مرن وشفاف".
ويعد هذا الإنجاز هوَ تتويج لإنجازات سابقة لفاطمة تميزت فيها على المستوى المحلي حيث حصلت على المركز الثاني في الأولمبياد العلمي (إبداع) مسار البحث العلمي 2012، وكانت إحدى المشاركات ضمن الدفعة الأولى من الطلاب المتميزين في المعهد السعودي للعلوم البحثية لصيف 1432هـ التابع لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
كما تأهلت للمرحلة الثانية لأولمبياد الفيزياء لعام 1431هـ، وتأهلت أيضاً للمرحلة الثانية في ملتقى أولمبياد الطائف 1432 هـ. في حين حصلت في المرحلة المتوسطة على المركز الأول بمسابقة مركز سايتك (مركز الامير سلطان للعلوم والتقنية للغة الانجليزية لعام 1429 هـ على مستوى المنطقة الشرقية.
أخي السبب الأول!
نشأت فاطمة في أسرة محبة للعلم والمعرفة، عاشقة للقراءة والاطلاع، عززت لديها الفضول العلمي، وجعلتها تألَف الكتب، وتهوى الاطلاع على كل جديد.
"الايجابية ... التشجيع ...الاهتمام -تقول فاطمة- أستطيع بهذه الكلمات أن أصف الدور الذي قدمته لي أسرتي، وكان هذا الدور كفيلاً جداً بأن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم بعد فضل الله سبحانه وتعالى.
وتؤكد فاطمة بأنها محظوظة جداً بأخيها سيف غسان العجاجي، الذي كان قدوتها في التفوق والتميز حيث كان من الطلبة المتميزين في اليابان، وكان دائما ما يدفعها للعلم والاطلاع على التطورات العلمية الحديثة.. كان يشجعها.. يدعمها.. يخبرها دائماً بأن المستحيل ممكن، وأن الأمور الصعبة مقدورٌ عليها.. تجربتهُ العلمية الناجحة كانت مثالاً إيجابياً لها.
الباحث لا ينجح لوحده:
تقول فاطمة بأن الباحث لا ينجح لوحده، لاسيما إن كان لايزال طالباً على مقاعد الدراسة.. هناك دائماً أيادي خضراء في طريق كل باحث ناجح أخذت بيده ودعمته وساعدته، لذا فهي ممتنة كثيراً لوالديها وأسرتها، كما أنها ممتنة أيضاً لمدرستها ومعلماتها حيث كنَّ دائماً معها.. يقدمن الدعم والمشورة والتشجيع الذي كانت بأمس الحاجة إليه كباحثة تشارك في منافسة عالمية.
كما أنها ممتنة وبحسب قولها "لصاحبة الفضل الأكبر" مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" حيث خطت بفضلها خطوتها الأولى في طريق البحث العلمي، وبفضل رعاية المؤسسة بعد الله، اكتشفت موهبتها، وطورتها حتى وصلت للمستوى الذي استطاعت فيه أن تنافس الموهوبين من مختلف دول العالم.
رسالة وطنية:
تقول فاطمة أنها مدينة للوطن بموهبتها، وأن طموحها أن تعكس صورته بشكل مشرف، وأن تكون قادرة على استثمار موهبتها بالقدر الذي يساهم في تنميته وتطويره!