من حلقة في المسجد، ومن حصة القرآن في المدرسة، خرجت ثلاثة ابتكارات استطاعت أن تتفوق على 243 مشروع مشارك، وأن تحقق مراكز متقدمة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع).
أحد هذه الابتكارات كانت "أداة للف السجاد"، التي شارك بها ثلاثة من طلاب ثانوية ابن خلدون في مدينة ينبع، وتدور فكرة الابتكار حول أداة تمكن العمال في المسجد من لف سجاد الصلاة في وقت قياسي من 18 ثانية إلى 5 ثواني، كما أنها - وخلافاً للطريقة اليدوية للف السجادة - لا تسبب أي آلام للظهر والغضاريف، ولا تنقل الجراثيم والبكتريا، وتسهل عملية نقل السجاد من مكان إلى آخر.
يقول الطالب علاء سامي كردي أحد الطلاب المشاركين في هذا الابتكار: بأنه يتوقع أن يكون للأداة فائدة كبيرة في الحرم المكي والنبوي، والمساجد الكبيرة.
ويضيف: "عملت على هذه الفكرة مع اثنين من زملاء لي في نفس المدرسة، وهم: تركي محمد اندرقيري، ومحمد عمر الدجان، وكانت بدايتها، أننا كنا في حلقة في المسجد، وكان علينا أن نقوم بلف السجاد بعد انتهاء الحلقة، فطرحنا على بعضنا السؤال التالي: لم لا نبتكر أداة للف السجاد بشكل أسهل وأسرع، لا نضطر معه إلى تلويث أيدينا بالغبار والبكتيريا؟"
"بعدها، بدأنا بالعمل الجاد، والبحث العلمي، واكتشفنا بعد أول تجربة أن الحديد غير مناسب كمادة للأداة، لأننا لم نستطع لف السجاد إلى آخره، لذلك استخدمنا البلاستيك الحراري، حيث وجدنا أنه أقل تكلفة، وأعلى جودة، وعادةً ما يكون صالحاً للاستهلاك لمدة 30 سنة."
وكان الطلبة قد شاركوا بالفكرة في أولمبياد (إبداع)، وحصلوا على المركز الرابع على البنين في مسار ابتكار.
يشار إلى أن الطلبة يعتزمون الآن على تطوير فكرتهم، وطرحها إلى السوق قريباً، حيث قال الطالب علاء: "بأنهم قد بدؤوا فعلاً في مراسلة شركة بن لادن ولازالوا بانتظار الرد، كما أنهم قدموا طلب للحصول على براءة اختراع."
من جهة أخرى، فازت الطالبة بشرى دخيل الله المحمدي، من الثانوية السادسة و العشرون، بالمدينة المنورة بالمركز الرابع على البنات في مسار ابتكار، عن ابتكارها "القرآن الكريم بقلم المغناطيس".
وتدور فكرة الابتكار حول وضع قطعة حديد من النوع الخفيف في أطراف صفحات القران الكريم، يكتب عليها اسم السورة ورقم الصفحة، في حين يوضع مغناطيس في أطراف قلم عادي لتسهيل التنقل بين صفحات القرآن الكريم.
وتتوقع الطالبة بشرى أن يكون لابتكارها دور كبير في تسهيل التنقل بين صفحات القرآن خاصة للمصابين بشلل نصفي، والنساء اللاتي لديهن عذر شرعي، وتؤكد: بأن الفكرة مستوحاة أساساً من معاناة الطالبات ومدى الحرج الذي يشعرن به في حصص القرآن.
في قصةٍ ذات صلة، استطاعت الطالبة ريم ناصر المنيع من ثانوية الزلفي ابتكار برنامج تعليمي تقني يهدف إلى تعليم المبتدئين القراءات السبع المتواترة للقرآن الكريم، ويتيح البرنامج تسجيل صوت المتعلم وتصحيح الأخطاء له، عن طريق وضع خط أحمر تحت الكلمة التي خالفت القراءة ولا يسمح للمتعلم بإكمال القراءة، حتى يجيد الكلمة.
وتضيف الطالبة ريم: بأن البرنامج يشتمل على تعريف خاص بكل قارئ، ونبذه تاريخية عنه، ويوضح أهداف تعلم علم القراءات، كما يتضمن مراجع خاصة بعلم القراءات للمبتدئين ،مع إرفاق نماذج صوتيه لكل قراءة، بالإضافة إلى توضيح الكلمات الفرشية في القران.
وحول قصة الابتكار، تقول الطالبة ريم، بأنها واجهت صعوبة أثناء تعلم القراءات السبع في المدرسة، ولم تجد برامج لتسهيل عملية التعلم، وبالتالي فكرت في أن تقدم هيَ هذا الحل لتستفيد منه في دراستها، ويستفيد منه الجميع.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها لبناء فكرة البرنامج لاسيما أنه تقني، استطاعت ريم تجاوز هذه المعضلة عن طريق البحث العلمي المكثف والتعاون مع معلمة الحاسب ومعلمة القراءات في المدرسة، الأمر الذي ساعدها في الحصول على المركز السادس على مستوى المملكة في أولمبياد (إبداع).
يشار إلى أنه قد اتفق جميع المبتكرين بأن المشاركة علمتهم أن لا شيء مستحيل، ودفعتهم إلى التفكير الجدي بابتكارات أخرى لخدمة الدين والوطن.
ونتساءل نحن؛ كم سيصبح لدينا من ابتكار.. لو حاول جميع طلابنا وطالباتنا محاكاة هؤلاء الطلبة وحل ما يواجههم من المشاكل بابتكارات جديدة..؟ حتماً سنصنع حضارة مميزة!