بدأت مشواري في "موهبة" حينما التحقت بمقياس "موهبة" في الصف الثالث الابتدائي، وحصلت بفضل الله على درجة عالية أهلتني لأن ألتحق بالبرنامج المتقدم للعلوم والرياضيات (ستيم) من دون رسوم، وكنت منتظمة في حضور حصص البرنامج كل يوم سبت بمدارس الأندلس بجدة.
وساعدني حضور هذه الحصص على توسيع مداركي وسهولة استيعابي وفهمي لمناهج المدرسة في العلوم والرياضيات والحاسب الآلي.. ثم سجلت بياناتي في إجازة صيف الصف الخامس الابتدائي وأنا منتقلة للصف السادس الابتدائي في مسابقة "موهوب" بمجال الرياضيات التابعة لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، والتي تهدف إلى اكتشاف الطلبة الموهوبين وترشيح المتميزين منهم للانضمام إلى فرق الأولمبياد الدولي.
تمت المسابقة على مرحلتين؛ إلكترونية وورقية، وبفضل الله وتوفيقه اجتزت الاختبار الإلكتروني، ثم الاختبار التحريري، وانتقلت إلى مرحلة الدورات الأساسية الثلاث.. كل دورة كانت مدتها أسبوعاً كاملا، ومن يترشح من الدورة الأولى يتأهل للدورة الثانية.. وهكذا.
والتزمت طيلة أسابيع الدورات الثلاث، إلى جانب الحضور في مدارس رواد الخليج بأبحر لتلقي المادة العلمية الخاصة بالدورة، بحل واجباتي المدرسية، ومراجعة دروس المدرسة وحفظ القرآن يومياً أولاً بأول، حيث إنني من طالبات مدارس الذكر لتحفيظ القرآن الكريم.
وبفضل الله تعالى اجتزت اختبارات الدورات الثلاث الأساسية.. وهكذا تأهلت لأول ملتقى في رحلتي مع الأولمبياد الدولي في إجازة منتصف العام بين الفصلين الدراسيين، حين ترشحت لملتقى الشتاء في جامعة الأميرة نورة بالرياض.. وكان يُمنع وجود أي مرافق من الأسرة، وكانت وسيلة تواصلي الوحيدة مع والديّ طيلة الأسبوعين المكالمات الهاتفية.
نعم تعبت كثيرًا، نعم سهرت كثيرًا، أذاكر وحدي دون مساعدة أحد، وأمامي مهارات متقدمة في الرياضيات لتتناسب مع فريق مرشح للمنافسة في الأولمبيادات الدولية، نعم تعلمتُ أن أتحمل المسؤولية وأستيقظ صباحًا دون أن توقظني أمي كما اعتدت، وذلك خوفاً من أن أحرم من إكمال فرصتي في الملتقى.
تعلمتُ الجدية والالتزام والإصرار على العمل الدؤوب من أجل تحقيق غايتي، وحصدت ثمرة تعبي وجهدي، بأن ترشحت لملتقى الربيع الإلكتروني الذي أنا ملتحقة به الآن.
تجربتي الأخرى في "موهبة" هي اجتيازي هذا العام لمقياس "موهبة" في الصف السادس الابتدائي بدرجةٍ عالية أهلتني لبرنامج الشراكة مع المدارس، وكذلك للتسريع، ولكني فضلتُ أن أبقى في مدرستي لأُتمَّ حفظَ كتاب الله الكريم الذي أغدق علي من نعمه وخصني بـ"موهبة"، أرجو الله أن أسخِّرها لخدمة ديني ووطني ومجتمعي.
شغفي بالرياضيات جعلني لا أتردد في أن أكون ضمن ثلاثة وأربعين ألف طالب تقدموا من مختلف أنحاء المملكة ليتسابقوا في مسابقة الكانجارو للرياضيات ٢٠٢٠، والتي حصلت فيها على الدرجة النهائية ١٢٠/١٢٠ وكنت بذلك إحدى الفائزات في المسابقة وحصلت على الميدالية الذهبية.
تعلمت من تجاربي في "موهبة" أنه إن لم تُغامر لن تعرف للنجاح طعمًا.. وان لم تخـُض تجارب جديدة لن تتميز وتعرف طريق الإبداع.. طموحي يعانق عنان السماء بتحقيق عظيم الإنجازات ووسمها براية الوطن المعطاء.