"الأمم تتقدم بسواعد أبنائها.. وأبسط حقوق وطني عليّ أن أكون فرداً مؤثراً"
كخريجة من الصف الثالث ثانوي، "موهبة" كانت وما زالت تلعب دوراً كبيراً في حياتي، حيث احتضنتني منذ صغري في بيئة أكاديمية واستثنائية مليئة بطلبة شغوفين مستعدين لاستثمار طاقاتهم وكفاءاتهم في شتى المجالات، وفتحت لي أبواباً عديدة تعلمت منها الكثير، ومن أهم ما تعلمته في مسيرتي أن من أبسط حقوق وطني عليّ أن أكون فرداً مؤثراً، لأن الأمم تتقدم بسواعد أبنائها، و"موهبة" -بلا شك- جعلتني أسمو وأتطور كل يوم لتحقيق هذه الغاية.
بدأت القصة في عام ٢٠١٧، حينما أديت اختبار مقياس "موهبة" للقدرات العقلية المتعددة؛ من باب اغتنام الفرص وتجربة شيء جديد، وبحمد الله اجتزت الاختبار وكنت من ضمن أعلى الطلبة الذين أدوا الاختبار، لم أكن أعلم أن باباً واحداً سيؤدي إلى فتح أبواب عديدة.
هنا كانت نقطة الانطلاق، حيث التحقت بالعديد من الدورات والبرامج المحلية بالمنطقة الشرقية في مجالات متنوعة مثل مجال البرمجة، وفيها تعلمت عن الثغرات التي قد تصيب الحاسب، وكيفية التصرف معها.
وفي ورشة عمل تدريبية متكاملة بعنوان “Conceptual Design” عن تصميم المنتجات تعاونت مع مجموعة من زملائي للتنافس في تصميم نموذج لمنتج مبتكر، وخططنا لصنع ساعة يد متعددة الخدمات.
وفي دورة لمدة ٣ أيام تعلمت عن التخصصات مع جولة في المكتبة والمعامل، وكانت هناك دورات أخرى ساهمت في رفع مستوى معرفتي وثقافتي العامة.
وفي عام ٢٠١٩، التحقت بالبرنامج الإثرائي الدولي المقام في الرياض "Oxmedica" في مسار التكنولوجيا الحيوية والهندسة الطبية الحيوية والاستعداد الجيد للجامعة. بدأت رحلة التعلم منذ أن وصلت إلى المطار حين قطعت بطاقة الصعود للطائرة، حيث تعلمت الاعتماد الكلي على نفسي، وواجهت العديد من التحديات التي كانت بمثابة فرصة لإثبات قدراتي وتطويرها للأفضل. وكانت دراستي على يد نخبة من الأكاديميين من مناطق مختلفة، وكان لها أثر كبير جدًا في زيادة معارفي، كنت أتعلم نظرياً في الصف، وتجريبياً في المعمل، ومخالطتي للطلبة الموهوبين أتاحت لي الفرصة لتكوين العديد من الصداقات المميزة.
البرنامج لم يزِد رصيدي العلمي فحسب، بل أكسبني -أيضًا- العديد من المهارات الاجتماعية التي جعلتني أكثر قدرة على مجابهة الحياة.. وما زالت الرعاية مستمرة، فاليوم أنا أحد أعضاء رابطة "موهبة" في بيئة تفاعلية محفزة، تعتبر محطة للتواصل وتبادل الخبرات بين الموهوبين للمزيد من النفع والعطاء مستقبلاً.
في الختام..
سأظل أبذل جهدي لأوفي وطني ولو جزءًا من حقه عليّ، و"موهبة" مؤسسة لها رسالة سامية، ولن أنسى فضلها ودورها الفعال في بناء مستقبلي، وتغيير نمط حياتي للأفضل، فقد زادتني علماً وشغفاً وتميزاً وثقة.. فشكراً "موهبة".