بداية ما من شيء أعظم على وجه هذه البسيطة -بعد الإيمان بالله وتصديق نبيه صلى الله عليه وسلم- من تعلم العلم النافع وتعليمه قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر وكيف يستوون وقد رفع الله تعالى قدر أهل العلم وأعلى شأنهم.
فقبل ٥ سنوات من الآن كنت في الصف السادس الابتدائي، وكأي طالبة أتيحت لي الفرصة لأداء اختبار مقياس موهبة، وكنت من ضمن أفضل ١٪ من الطلاب الذين أدوا الاختبار ولله الحمد.
من هنا كانت بداية الرعاية، انضممت لفصول الموهوبين بالصف الأول متوسط، حيث تعلمت أشياء جديدة وفريدة، كانت بمثابة الوقود الذي يحركني ويجعلني أفضل، ففي البرنامج الإثرائي تعلمت البحث المستقل وطريقة توثيق المصادر، بالإضافة إلى أنني أصبحت أدرك تماماً ماهية البحث، وأستطيع الآن القول إنني باحثة متميزة، أما عن البرنامج الإرشادي الذي من خلاله عرفت نقاط قوتي وعملت على تطويرها وتوظيفها بالطريقة الصحيحة، ومن الناحية الأخرى عرفت نقاط ضعفي ومستمرة على العمل على تحسينها؛ حيث جعل برنامج منظومة الاختراع عقلي يفكر بطريقة مختلفة، وأصبحت أنظر للأشياء بطريقة جديدة، فأنا أستطيع الآن تمييز أصالة الفكرة، وكيفية تحويل فكرتي لمشروع، حيث حولت إحدى أفكاري لمشروع علمي، وشاركت بالأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مسار ابتكار في عام ١٤٣٦هـ، كما تمكنت من اجتياز مرحلتين في أولمبياد الرياضيات لعام ١٤٣٦هـ.
وبفضل من الله مكنني تفوقي الدراسي وحصولي على درجة مرتفعة في اختبار مقياس موهبة من الدخول لاختبار التسريع واجتيازه، فانتقلت من الصف الأول متوسط إلى الصف الثالث متوسط، كما تمكنت من الحصول على ثلاث ميداليات برونزية في برنامج ماثلتيكس العالمي.
وفي عام ٢٠١٩ تم ترشيحي كأفضل طالب على مستوى منطقة الرياض لتمثيل المنطقة في الرحلة التعليمية السابعة، كما تم تكريمي على مستوى مكتب الشفا كطالبة متفوقة في أداء التحصيل الدراسي واختبار القدرات.
وكان عدد من إجازاتي الصيفية تحت رعاية مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، حيث شاركت في برنامج موهبة الإثرائي المقام في جامعة الملك سعود، والذي كان بعنوان التشفير في عام ٢٠١٦، وفي العام الذي يليه شاركت في برنامج موهبة البحثي المقام في جامعة الملك سعود وفي عام ٢٠١٨م، وانضممت للبرنامج الإثرائي الدولي التفرغي داخل المملكة التابع لـ"اوكسميديكا جامعة كامبريدج"، في مسار Coding and Computer programming، كانت التجربة تحدياً لنا لتعلم لغة الجافا وأبرز أساسيات البرمجة بشكل متقدم، واكتساب خبرات علمية في مدة قصيرة، لكن على الرغم من كثافة المادة العلمية التي درسناها كانت التجربة ممتعة وفتحت لنا أبواباً واسعة.
بعد دخولي لبرنامج موهبة الدولي أصبح شغفي الأكبر في مجال الروبوت والبرمجة، حيث إنني الآن قد تعلمت العديد من لغات البرمجة؛ مثل: الجافا، والتاسك، والإم بلوك والعديد من اللغات الأخرى، حيث دربت عدداً من الطالبات على البرمجة باستخدام لغات مختلفة.
بينما في مجال الروبوت، حصلت على المركز الأول على مستوى الرياض، ومن ثم على مستوى المملكة في الأولمبياد الوطني الثامن للروبوت عام ١٤٣٧هـ.
وفي عام ١٤٣٨هـحصلت على المركز الأول على مستوى المملكة في مسابقة الروبوت جامع الكرات، وتأهلت للبطولة العربية للروبوت المقامة في قطر، وكانت هذه أول مشاركة دولية لي في مجال الروبوت.
في عام ١٤٣٩ حصلت على المركز الأول في مسابقة الفيرست ليقو كأفضل مشروع.
خلال عام ١٤٤١هـ انضممت لرابطة موهبة، ومع رابطة موهبة تم تعييني كعضو استشاري في برنامج أجيال التابع للهيئة السعودية للفضاء!
أنا كنت أمامكم نموذجاً بسيطاً من نماذج طالبات موهبة حيث تعلمت حل المشكلات، وأن المحاولة والخطأ طريقة جيدة للتعلم، ومن خلال تجربتي مع موهبة ومشاركتي في المسابقات أدركت معنى التنافس الشريف، وأن المعرفة والمتعة أهم بكثير من الربح والخسارة، فبفضل موهبة أنا الآن أعلم ما هو شغفي وأعلم جيداً الطريق لتنميته، فتطوير الذات هو سلم الأفق.
ختاماً..