شابة سعودية في مقتبل العمر، تألقت وانطلقت بطموحها إلى محيطها العربي، ففازت بجائزة ثاني أفضل مشروع اجتماعي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، عندما شاركت في مسابقة الإمارات لشباب الخليج العربي واعتلت منصات التتويج بعلم الوطن.
إنها مها رجاء العتيبي، طالبة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، موهوبة منذ صغرها، كانت بدايتها عندما شاركت في المهرجان السعودي للعلوم والإبداع "مهرجان العلوم 2015"، وكانت تجرية ثرية وممتعة بالنسبة لها، حققت من خلالها الكثير كما تقول "سجلت في أولمبياد إبداع لتحقيق حلمي وتغيير فكرة المجتمع للابتكار في المملكة، وكانت من أجمل المسابقات العلمية التي شاركت فيها بابتكار (أنا أسمعك)".
بعدها عكفت مها على تطوير ابتكارها، وتوالت المشاركات حتى جاءتها الفرصة للتحليق في فضاء الإبداع خارج حدود الوطن، وكانت المشاركة في مسابقة جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي، بمشروع "أنا أسمعك" الذي تقول عنه "مشروعي عبارة عن تطوير سماعات ذوي الإعاقة السمعية، وإضافة مميزات تمنحها جودة عالية تسمح باستخدامها تحت الماء".
"الخدمة الاجتماعية وحب الخير كانت من أولوياتي في مجالي الإبداعي"
وتستعيد الموهوبة السعودية ذكريات أول ابتكار لها وبداية قصته معها، خصوصاً أن للأمر علاقة بشخص من أحب الناس إليها، حيث تقول "الخدمة الاجتماعية وحب الخير كانت من أولوياتي في مجالي الإبداعي، ومساعدة أخي فيصل الذي كان يعاني من استخدام سماعته الخاصة تحت الماء، كانت السبب الأول في ابتكاري لهذا المنتج".
وتضيف مها العتيبي أنها واجهت بعض العقبات في بداية الطريق، منها عدم تقبل المجتمع لفكرة الابتكار كونها فتاة سعودية، ونظرة المجتمع لهذا المجال، ولكن بفضل من الله ثم إصرارها وطموحها نجحت مع غيرها في تغيير هذه الفكرة، وأثرت في الكثير من الشباب والشابات ووجهتهم للمشاركة في المسابقات العلمية مثل أولمبياد إبداع.
كان دخول مجال الابتكار وريادة الأعمال، نقطة تحوّل في حياة مها العتيبي، كون هذا الأمر قد أحدث تغيراً لافتاً في شخصيها وتطورها، وتطمح الفتاة ذات الـ19 ربيعاً إلى خدمة فئات كثيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال مشروعاتها المستقبلية، كونهم الفئة التي تستهدفها في جميع مشروعاتها الابتكارية.
وتردد مها العتيبي دوماً أن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، قدمت لها ولغيرها من موهوبي وموهوبات الوطن الكثير، كالمشاركة في المسابقات العلمية الدولية والدورات التدريبية، وتطوير مشروعها، وترى نفسها بعد خمسة أعوام -إن شاء الله تعالى- سيدة أعمال ورائدة في مجال العمل المجتمعي، خصوصاً مع التطور الذي شهدته المؤسسات الحكومية والخاصة فيما يتعلق بدعم الابتكار والمشروعات، وتشجيع المواهب السعودية، ولا تخفي العتيبي في الوقت ذاته أملها في دعم أكبر وأفضل للموهوبين والمبتكرين مستقبلاً.
وتزيد الموهوبة مها العتيبي أن فوزها في مسابقة الإمارات لشباب الخليج العربي ورفعها علم المملكة عالياً، كان له ما بعده، حيث تغيّرت نظرة المجتمع للفتاة السعودية وللابتكار، كما كان الإقبال كبيراً للتعرف على مشروعها، وتعمل العتيبي -حالياً- على الارتقاء بلغتها الإنجليزية من أجل تطوير مشروعها العلمي، حيث تواجه صعوبة كبيرة في البحث في المراجع الأجنبية.
سنوات العمر الأولى هي أفضل وقت للانطلاق في الريادة، فالفرد فيها أكثر جرأة وخسارته محدودة ونهوضه أسرع.
وتختتم بتوجيه نصيحة لمن لديه مشروع أو بحث علمي يريد العمل عليه، مفادها أن سنوات العمر الأولى هي أفضل وقت للانطلاق في الريادة، فالفرد فيها أكثر جرأة وخسارته محدودة ونهوضه أسرع.