أصبحت السمنة وباء ينتشر في العالم، ويصيب أعداداً تتزايد يوماً بعد آخر، حتى وصل إجمالي الوفيات بسبب الإصابة بالسمنة، وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2014م إلى نحو ثلاثة ملايين حالة.
هذه الأرقام أعطت مؤشراً خطراً في انتشار السمنة، وتسببها في عبء مالي وصحي، مما دفع الكثير من مراكز الأبحاث إلى الالتفات إلى هذه المشكلة، وإجراء بحوث علمية في هذا المجال.
حسان الشمري كان طالباً في المرحلة الثانوية، عندما بدأ بالتفكير في مشكلة السمنة ومجال الخلايا الجذعية، وبعد مقابلة المختصين والباحثين في مجال الخلايا الجذعية، تم قبوله وإعطاؤه الثقة بأن يكون أحد أفراد الطاقم البحثي في وحدة الخلايا الجذعية، كلية الطب في جامعة الملك سعود، تم تحديد عنوان البحث، وكان "تحديد تأثير المثبط C-11 في عملية تخصص الخلايا الجذعية الميسنشيمية إلى خلايا دهنية".
مشروع حسان الشمري:
التحكم في الخلايا الدهنية بالجسم إحدى الحلول لمواجهة السمنة
يتحدث حسان عن هدف البحث ويقول "البحث يسعى إلى دراسة تأثير مركب كيميائي محدد في عملية تخصص الخلايا الجذعية إلى خلايا دهنية، ويهدف إلى اكتشاف الطريقة والعملية التي تتكون فيها الخلايا الدهنية داخل جسم الإنسان، وهو ما يؤدي مستقبلاً إلى ابتكار أبحاث أخرى تتحكم في تكوّن الخلايا الدهنية، وبالتالي الوقاية من السمنة ومنع حدوثها".
الشمري يدرس الآن السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود، وشارك بالبحث في مسابقة إنتل العلوم-العالم العربي التي أقيمت في مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية في ديسمبر الماضي، في مجال الطب والأحياء الخلوية والجزيئية، وحاز جائزة خاصة مقدمة من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة".
ويتذكر الطالب الشمري أنه عند بدء البحث، واجهته الكثير من العقبات لإجراء بحث علمي جيد، وكان من أبرزها التواصل مع مركز أبحاث يقبل ويدعم طالباً في التعليم العام، ويضيف حسان "مؤهلاتي في هذه الفترة لم تكن جامعية, ومعظم مراكز الأبحاث تدعم فقط طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه, ولكن تم التغلب على هذه العقبة بالبحث وزيارة مراكز أبحاث عدة، وطلب دعمهم، وإتاحة الفرصة لي للمشاركة معهم في أبحاث علمية".
ويزيد الموهوب، الذي يبلغ من العمر 19 عاماً، أن العقبة الثانية التي واجهته كانت الخلفية العلمية، حيث إنها لدى طالب التعليم العام أدنى بكثير من تلك اللازمة لإجراء بحث علمي جيد وعلى مستوى عال، إلا أنه بالإصرار والعزيمة والطموح نجح في التغلب عليها، من خلال توسيع مداركه وزيادة حصيلته العلمية، بالقراءة في المستجدات والأبحاث في مجال البحث.
الخطط المستقبلية:
أسعى لعمل تجارب تدعم نتائج بحثي العلمي
وكعادته دوماً يخطط حسان الشمري لمستقبله، فقد حدد مستقبله الدراسي في مجال الطب، ويرى نفسه باحثاً يهتم بالأبحاث الطبية الجديدة، وفيما يتعلق بالبحث فإنه يجتهد لاستكماله بمجموعة من التجارب التي تدعم نتائجه وتزيد من جوانب قوته، للتمكن من نشره في مجلات علمية عالمية محكمة.
كانت نقطة التحول في حياة الموهوب الشمري وتطوير مساره العلمي، مشاركته في برامج إثرائية صيفية بحثية
وكانت نقطة التحول في حياة الموهوب الشمري وتطوير مساره العلمي، مشاركته في برامج إثرائية صيفية بحثية، كبرنامج ابن سينا للبحوث الطبية، الذي أقيم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع "موهبة".
ويثني الشمري على ما وجده من دعم ورعاية من "موهبة" لتطوير مشروعه من خلال إشراف اللجنة العلمية التي تضم مختصين وباحثين، أثروا البحث وأسهموا في تطويره باقتراحاتهم واستشاراتهم.
كما وجّه شكره إلى مجموعة من المؤسسات التي تعاونت معه وزملائه الذين يسلكون نفس الاتجاه؛ منها: وحدة الخلايا الجذعية في كلية الطب في جامعة الملك سعود التي وثقت فيه ورحّبت به وقبلته كطالب في الثانوية العامة، لمشاركتهم والتعاون معهم في إجراء هذا البحث، وكذلك إدارة تعليم الرياض ومدارس منارات الرياض التي سهّلت له الأمور وساعدته على التفرغ للبحث.
رسالة الطالب حسان الشمري للموهوبين:
معرفة أساسيات البحث العلمي توفر الوقت والجهد على الموهوبين
نصح الموهوب الشمري أقرانه ممن لديهم فكرة مشروع وبحث علمي جديد، بالتقصي عن جميع مراكز الأبحاث الموجودة في المملكة
وينصح الموهوب الشمري أقرانه ممن لديهم فكرة مشروع وبحث علمي جديد، بالتقصي عن جميع مراكز الأبحاث الموجودة في المملكة، والاطلاع على ما يتناسب منها وفكرة مشروعه، ومن ثم مراسلتها ومقابلة الباحثين فيها وعرض فكرته عليهم، كما نصح زملاءه بالالتحاق بالبرامج الإثرائية الصيفية التي تقيمها "موهبة" سنوياً، في جامعات ومراكز أبحاث رائدة، والاستفادة منها، حيث توفر الوقت والجهد على الموهوبين في معرفة أساسيات البحث العلمي، وتفتح لهم آفاقاً جديدة لإيجاد أفكار أبحاث مبتكرة وقابلة للتطبيق.