هيفاء محمد العنزي، طالبة ذات ثمانيةَ عشر ربيعاً بالمدرسة الثانوية الرابعة عشر، استطاعت وهيَ تعيش في قلب حائل أن تتجاوز المسافات والعقبات، وأن تبتكر طريقة لسحب الدخان الناتج عن الحريق إلى خارج البناء، محققةً الفوز بابتكارها هذا على مستوى المملكة، حيث حصلت على المركز الرابع في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع)، وتحديداً في مسار الابتكار، وذلك في آذار (مارس) الماضي.
الألم = فرصة جديدة!
هيفاء.. حين فكرت بهذا الابتكار كانت تأمل أن يكون حلاً لأولئك الذين يختنقون أثناء حدوث الحرائق مما يمنحهم فرصة أكبر للانتقال إلى مكان آمن، الأمر الذي تطمح أن يسهم في إنقاذ حياة العديد من الأرواح.
بهذا الإنجاز..استطاعت هيفاء أن تتجاوز أسلوب التعامل مع الألم والمشاكل الذي ينتهي بالتوجع والحسرة، إلى أسلوب آخر فعال ومنتجاستطاعت هيفاء أن تتجاوز أسلوب التعامل مع الألم والمشاكل الذي ينتهي بالتوجع والحسرة، إلى أسلوب آخر فعال ومنتج.. لم تتوقف عند أخبار الحرائق وتبكي على من أكلتهم نيرانها وأبخرتها.. بل فكرت كيف تنقذ أولئك الذين قُدِّر لهم أن يعيشوا نفس التجربة، وكيف يخرجون بأقل الخسائر البشرية!
استعن بخبير: يعتقد البعض أنه لينجح يجب أن يعتمد على نفسه تماماً، وأن من يستعين بخبير فهو كمن يتسلق على كتف أحدهم.. هناك اختلاف في المفهومين تماماً.. الاستعانة بخبير لاتعني بالضرورة أن تكون معتمداً عليه، ولاتنفي حقك في نسب النجاح لك، فالكثير لاينجحون لوحدهم، أولئك الذين لم يستعينوا بخبراء، فهم يقرؤون الكتب، أو بموقع علمي على الانترنت.
وهذا مافعلته هيفاء، لم تقف أمام العوائق التي واجهتها في بحثها، لم تيأس أمام المسافات التي تفصلها عن الفرص، ولم ترفع راية الاستسلام أبداً، بل بحث وبحثت حتى استطاعت التواصل مع الأستاذ فهد صالح العنزي الذي يحمل درجة الماجستير في المجال البيئي والحيوي والتلوث للتأكد من صحة فكرتها، فزودها بأهم المعلومات التي أفادتها كثيراً في ابتكارها.
ابتكار هيفاء العنزي:
أنابيب حماية من الاختناق في حوادث الاحتراق:هو عبارة عن أنابيب موصلة بأجهزة ساحبة للدخان تثبت في السقف، وتوصل بجهاز تحسس للدخان، وعند نشوب حريق يبدأ الجهاز بتحسس الدخان ثم إطلاق صفارة الإنذار، وإرسال إشارة إلى ساحبة الدخان، فتبدأ الأخيرة عملها بسحب الدخان وإرساله عبر الأنابيب خارج الموقع، ويعمل الجهاز عن طريق بطارية شحن أو مولد خاص تفادياً لانقطاع التيار الكهربائي.
أمي وأبي:تقول هيفاء.. إضافة إلى كل شيء كانت أمي وأبي أصحاب الفضل الأول في وصولي إلى هذه المرحلة من التفكير والنجاح العلمي.. وأضافت: والدي محمد العنزي، ووالدتي الأستاذة نوال العنزي.. يملكان يد حانية تربتان بها علي وقت الحاجة، فتدفعني للأمام بمزيد من الإصرار والثقة.. بهما أنا أفضل، وأكثر ثقة وإنجازاً ولله الحمد..
ورطة!لم تحصل هيفاء على المركز الرابع بسهولة ويسر، لم تستلم الراية وهي تسير على سجادة حمراء بكل أناقة وروية.. بل كان هناك الكثير من التوتر والعمل والجد والمهام الصعبة.. الأمر الذي جعلها تنسى مفتاح الدرج الذي تخفي فيه أوراقها وأدوات ابتكارها، دقائق ومرت لجنة التحكيم للاطلاع على مشروعها.. الموقف كان ورطة.. وكادت أحلامها أن تتكسر على صخرة التوتر.. إلا أنها اتخذت موقفاً سريعاً بمساعة أحد المتطوعات، وكسرن الباب، فاستطاعت الاستفادة من أدواتها اللازمة..!
حلم!ولكن سيظل أجمل أحلامها أن ترى ابتكارها وقد تم تطبيقه على أرض الواقع، وأن تسمع بأن أحدهم قد نجا بفضل الله ثم ابتكارها، وأن يكون هناك مسابقة للأولمبياد العلمي لطالبات الجامعة أيضاً، لأنهم لايختلفون عن طالبات المرحلة الثانوية في القدرة والرغبة والإبداع والابتكار.كان إنجاز هيفاً بالنسبة لها حلم جميل أجمل أحلامي أن أرى ابتكاري وقد تم تطبيقه على أرض الواقع، وأن تسمع بأن أحدهم قد نجا بفضل الله ثم ابتكارها