استطاعت مجموعة من طالبات جامعة الملك سعود- قسم علوم الحاسب الآلي- التجاوز بمشروعهن للتخرج من مجرد بحث آخر ينقلهن من مرحلة الدراسة إلى الحياة العملية، إلى إنجاز حقيقي لا يضاف إلى أرصدة إنجازاتهن الشخصية فحسب، بل إلى رصيد الإنجازات السعودية العلمية المشرفة، حيث حققت الطالبات المركز الأول في جائزة "أفضل عرض" على مستوى الشرق الأوسط- وذلك في المؤتمر الثالث لمشاريع التخرج الذي نظمته جامعة زايد في دبي.
وكان المشروع، والذي يحمل اسم ""Go Tour""، عبارة عن تطبيق للجوال خاص بأنظمة الاندرويد، يفيد السياح في مدينة اسطنبول، حيث يخطط لرحلة يومية كاملة مراعياً في ذلك وقت فتح أو إغلاق الأماكن، وطبيعة الأجواء، ومدى قربها للسائح وأمور أخرى.
وقد تم إنجاز المشروع من قبل مجموعة من طالبات قسم الحاسب الآلي: وهنَّ: خولة السالم، هبة المعيقل، هيفاء العجلان، خولة الريس، نورة الفنتوخ، وبإشراف من الدكتورة عايشة سيفكلي.
تقول الطالبة خولة السالم -إحدى المشاركات في المشروع: "لم يكن الفوز مفاجأة بل صدمة بالنسبة لنا، فـ"صدمة" هي التعبير الأنسب لما حدث لنا بالفعل وقت إعلان النتائج،" وتوضح: "بالرغم أننا كنا واثقات من الفوز بأحد المراكز في بداية رحلتنا إلى دبي، إلا أننا تفاجئنا بتقليل مدة العرض من 15 دقيقة إلى عشر دقائق، قبل خمس دقائق فقط من العرض، إضافة إلى أننا قد طلبنا مسبقاً توفير بروجكتر نستطيع من خلاله عرض التطبيق على هاتفنا المحمول، وتفاجئنا باعتذار المنظمين قبل خمس دقائق أيضاً من العرض إضافةً إلى أن الشرائح الجديدة التي أضفناها إلى العرض لم تعمل على الجهاز مما جعلنا نضطر إلى عرض الشرائح القديمة، وكانت هذه الأحداث مربكة للحد الذي جعلنا نستبعد فرصة الفوز".
وأضافت: "وتداركاً لما حدث، قمنا بدعوة من يرغب من المحكمين والحضور بعد انتهاء العرض للاطلاع على التطبيق، وأعتقد أن جودة التطبيق كانت سبباً قوياً للفوز"
أما عن الصعوبات التي واجهتهنَّ أثناء إعداد المشروع، قالت السالم: كنا نرغب بتطبيق المشروع على مدينة الرياض، ولكن خدمة الاتجاهات لم تكن مدعومة في خرائط غوغل الخاصة بالسعودية ودول الخليج، وبعد مراسلة غوغل تم إبلاغنا بأن خدمة الاتجاهات لن تتوفر إلا بعد سنة أو ثمانية أشهر على أقل تقدير، وعليه لم يكن أمامنا سوى البحث عن بديل، ليقع اختيارنا أخيراً على اسطنبول باعتبارها مدينة سياحية شهيرة.
وحول طبيعة التطبيق، وضحت: بأنه يحتوى على قاعدة بيانات للأماكن مقسمة إلى ستة تصنيفات وهي: متاحف، ومطاعم، ومجمعات تجارية، ومعالم، وفنادق، ومعلومات عن كل مكان مثل مواعيد الفتح والإغلاق، خريطة الموقع، أرقام الاتصال، وروابط مواقعها الخاصة، وبناء على هذه البيانات فإنه يقدم العديد من الخدمات منها إرشاد المستخدم إلى أقرب الأماكن من مقر سكنه؛ مثلاً أقرب مطعم، أو متحف، ويمكن إضافة هذه الأماكن للمفضلة للذهاب إليها مرة أخرى، وحالياً جاري العمل على إضافة خدمة دعوة الصديق من خلال "تويتر".
وأضافت: بأن التطبيق أيضاً يقدم خدمة تخطيط لرحلة يوم كامل بناء على بيانات المستخدم المدخلة مسبقاً حيث يحدد المتحف والمطعم الأنسب تبعاً لمدى قربهم من مقر سكن المستخدم، مع مراعاة موعد الفتح والإغلاق للمطعم وطبيعة الأجواء.
أما آخر خدمة يقدمها التطبيق فهي تزويد المستخدم بأرقام السفارة الخاصة بدولته وبياناتها وخريطة توضح الطريق إليها من مقر سكنه، وتتيح له الاتصال المباشر بها فور الضغط على أرقامها.
يذكر أن هذا الإنجاز هو مؤشر إيجابي لتحول مشاريع التخرج في الجامعات السعودية من مجرد أبحاث متراكمة إلى مشاريع ابتكارية حقيقية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني.