اسمهُ.. وليد عبدالله الزهراني.. لازال في الخامسة عشر من عمره، يعيش في محافظة صغيرة وبعيدة، هيَ المخواة في منطقة الباحة، لا تتوفر له الكثير من الأدوات، ولا الكثير من الفرص، ولكنه استطاع أن يشق له طريقاً في وجه الصعاب، وأن يتجاوز المسافات البعيدة، ليصل بابتكاره إلى الرياض فائزاً في مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع" بالمركز الخامس على مستوى المملكة، ويصبح ضمن وفد المملكة المشارك في معرض ايتيكس للمبتكرين الشباب ITEX 2012)) في كوالا لامبور ليحصل على الميدالية الذهبية في مجال النقل والمواصلات، والمركز الأول على مستوى المعرض، وتشهد لمشروعه المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) بأنه أفضل مبتكر على مستوى المدارس في دول آسيا، ويحصل على جائزتين خاصة كأفضل مشروع من مركز الابتكار في هونج كونج، ومركز الابتكار في بولندا.
كما استطاع المشاركة في الملتقى العلمي بسلوفاكيا، وحصل على فرصة لحضور دورة تدريبية متخصصة في مجال الروبوت بماليزيا ليحصل على إثرها على شهادة من الجامعة الإسلامية – قسم الهندسة، ويسعى الآن إلى الحصول على براءة اختراع.
النجاح إرادة ذاتية!
النجاح هو إرادة ذاتية، يستطيع أن يتجاوز بها الإنسان العوائق مهما كان حجمها.
نستطيع أن نعتبر وليد أحد النماذج المميزة التي تؤكد أن النجاح هو إرادة ذاتية، يستطيع أن يتجاوز بها الإنسان العوائق مهما كان حجمها. فلم يكن باستطاعتهِ تنفيذ تجاربه، ولم يكن سهلاً أن يتواصل مع خبراء في مدينة صغيرة كتلك التي يعيش فيها، لكن حبه للابتكار والاكتشاف منذ صغره، واهتمامه بأدق التفاصيل، ساعدته على المضي قدماً بأفكاره وأحلامه.
أكثر عامل مؤثر لابتكاراتي هو معاناة الناس، لم أكن أتقبل النهايات الحزينة، ولا أرضى بالخسارة والفقد
يقول وليد: ومع ذلك فإن أكثر عامل مؤثر لابتكاراتي هو معاناة الناس، لم أكن أتقبل النهايات الحزينة، ولا أرضى بالخسارة والفقد، فجعلت من أهدافي أن أبحث عن حلول إبداعية لأي مشكلة أواجهها.
والدايّ.. مدرسة العطاء والإبداع الأولى!
لوالديّ كل الفضل بعد الله، في أن أكون كما أنا الآن، طالب في المرحلة المتوسطة يتقلد ميدالية ذهبية في محفل عالمي!
ويؤكد وليد: ولكني لا أعتقد أن نجاح على مستوى دولي كهذا هو ثمرة لأفكاري واجتهادي وحسب، بل لوالديّ كل الفضل بعد الله، في أن أكون كما أنا الآن، طالب في المرحلة المتوسطة يتقلد ميدالية ذهبية في محفل عالمي!
الدعم، والتشجيع، والرغبة، والفرح في أعينهما بأي نجاح بسيط أقوم به، كان محفزاً ودافعاً كبيراً لأنجح، فقد كانت أمي تسقيني السعادة والتفاؤل بدعواتها، وكان أبي يأخذ بيدي إلى المجد بحرصه واهتمامه. هما المدرسة الأولى التي علمتني العطاء والعمل وأن حبي لمجتمعي ليس كافياً دون أكون مفيداً له بأي شكلٍ من الأشكال!
ابتكار وليد الزهراني:
المنعطفات الآمنة
يهدف هذا الابتكار إلى المساهمة في تقليل نسبة الحوادث، والحد من الخسائر في الأرواح والأموال المترتبة على حوادث السيارات، والمساهمة في جعل المنعطفات أكثر أماناً.
وليد لازال في الخامسة عشرة من عمره، لكنه ومن الآن يحلم بأن يدخل الجامعة ويتفوق فيها، وأن يصبح مهندساً متميزاً، وأن يقدم للوطن المزيد من الابتكارات الفعالة، وأن يرى ابتكاراته وقد تم تطبيقها على أرض الواقع.